سورة الأحزاب - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


{ولا يحلُّ لك النساء من بعد} أَيْ: من بعد هؤلاء التِّسع {ولا أن تبدَّل بهنَّ من أزواجٍ ولو أعجبك حسنهنَّ} ليس لك أن تطلِّق واحدةً من هؤلاء، ولا تتزوَّج بدلها أخرى أعجبتك بجمالها {إلاَّ ما ملكت يمينك} من الإِماء فإنهنَّ حلالٌ لك.
{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي...} الآية. نزلت في ناسٍ من المؤمنين كانوا يتحيَّنون طعام النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخلون عليه قبل الطَّعام إلى أن يدرك، ثمَّ يأكلون ولا يخرجون، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأذَّى بهم، وهو قوله: {غير ناظرين إناه} أيْ: منتظرين إدراكه {ولا مُسْتأنِسِين لحديث} طالبين الأنس {والله لا يستحيِ من الحق} لا يترك تأديبكم وحملكم على الحقِّ {وإذا سألتموهنَّ متاعاً فاسألوهنَّ من وراء حجاب} إذا أردتم أن تخاطبوا أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أمرٍ فخاطبوهنَّ من وراء حجابٍ، وكانت النِّساء قبل نزول هذه الآية يبرزن للرِّجال، فلمَّا نزلت هذه الآية ضرب عليهنَّ الحجاب، فكانت هذه آية الحجاب بينهنَّ وبين الرِّجال {ذلكم} أَيْ: الحجاب {أطهر لقلوبكم وقلوبهن} فإنَّ كلَّ واحدٍ من الرَّجل والمرأة إذا لم ير الآخر لم يقع في قلبه {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله} أَيْ: ما كان لكم أذاه في شيءٍ من الأشياء {ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً} وذلك أنَّ رجلاً من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لئن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنكحنَّ عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، فأعلم الله سبحانه أنَّ ذلك محرَّمٌ بقوله: {إن ذلك كان عند الله عظيماً} أَيْ: ذنباً عظيماً.
{إن تبدوا شيئاً أو تخفوه...} الآية. نزلت في هذا الرَّجل الذي قال: لأنكحنَّ عائشة، أخبر الله أنَّه عالمٌ بما يُظهر ويُكتم، فلمَّا نزلت آية الحجاب قالت الآباء والأبناء لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ونحن أيضاً نُكلِّمهنَّ من وراء الحجاب؟ فأنزل الله سبحانه: {لا جناح عليهن في آبائهنَّ ولا أبنائهنَّ ولا إخوانهنّ ولا أبناءِ إخوانهنّ ولا أبناءِ أخواتهنّ ولانسائهنّ ولا ما ملكت أيمانهن} أَيْ: في ترك الاحتجاب من هؤلاء.


{إنَّ الله وملائكته يصلُّون على النبيِّ} الله تعالى يثني على النبيِّ ويرحمه، والملائكة يدعون له {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} قولوا: اللهم صلِّ على محمدٍ وسلِّمْ.
{إن الذين يؤذون الله ورسوله} يعني: اليهود والنَّصارى والمشركين في قولهم: {يد الله مغلولةٌ} و{إنَّ الله فقيرٌ} و{المسيحُ ابنُ الله} والملائكة بنات الله، وشجُّوا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له: ساحرٌ وشاعرٌ.
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا} يرمونهم بغير ما عملوا.
{يا أيها النبي قل لأزواجك...} الآية. كان قومٌ من الزُّناة يتَّبعون النِّساء إذا خرجن ليلاً، ولم يكونوا يطلبون إلاَّ الإِماء، ولم يكن يؤمئذٍ تُعرفْ الحرَّة من الأمة؛ لأنَّ زِيَّهُنَّ كان واحداً، إنَّما يخرجن في درعٍ وخمارٍ، فنهى الله سبحانه الحرائر أن يتشبَّهنَّ بالإماء، وأنزل قوله تعالى: {يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ} أَيْ: يرخين أرديتهنَّ وملاحفهنَّ؛ ليعلم أنهنَّ حرائر فلا يتعرض لهنَّ، وهو قوله: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً} لما سلف من ترك السِّتر {رحيماً} بهنَّ إذ يسترهنَّ.
{لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض} يعني: الزُّناة {والمرجفون في المدينة} الذين يوقعون أخبار السَّرايا بأنهم هُزموا بالكذب والباطل {لنغرينَّك بهم} لنسلطنَّك عليهم {ثم لا يجاورونك فيها} لا يساكنونك في المدينة {إلاَّ قليلاً} حتى يخرجوا منها.
{ملعونين} مطرودين {أينما ثقفوا} وُجدوا {أخذوا وقتلوا تقتيلاً}.
{سنة الله في الذين خلوا من قبل} سنَّ الله في الذين ينافقون الأنبياء ويرجفون بهم أن يُقتلوا حيث ما ثقفوا.


{إنا أطعنا سادتنا} أَيْ: قادتنا ورؤساءنا في الشِّرك والضَّلالة.
{ربنا آتهم ضعفين من العذاب} مثلي عذابنا.
{يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى} لا تؤذوا نبيَّكم كما آذَوا هم موسى عليه السَّلام، وذلك أنَّهم رموه بالبرص والأدرة حتى برَّأه الله مما رموه به بآيةٍ معجزةٍ {وكان عند الله وجيهاً} ذا جاهٍ ومنزلةٍ. وقوله: {وقولوا قولاً سديداً} أَيْ: حقَّاً وصواباً. قيل: هو لا إله إلاَّ الله.

1 | 2 | 3 | 4 | 5